تعتبر من أهم الأدوات التي لا يمكن الاستغناء عنها في سهرة شبابية ، البعض يرى أنه من المستحسن وضع أر كيلة وسط الضيوف لتكون جليستهم طوال تلك السهرة يدخنون كلهم منها في نفس الوقت و يستنشقون رائحتها التي ( تسلطنهم ) على حد تعبير الأغلبية .
تسمى في بعض الدول ( النرجيلة ) ، أو (الشيشة ) ، و لكن مهما اختلفت التسميات فشكلها ، و مضمونها واحدة ، فهي على شكل قارورة زجاجية مملوءة بالماء ، وغي الأعلى يتوضع ( الفحم ) أو ( المعسّل ) .
نعم .. ( المعسّل ) المادة التي أصبحت الآن تجتاح معظم سهرات الشباب ، و البعض يعتبر السهرة دونها لا شي ، و البعض المتشدد بحبها وعشقها وصل إلى عدم الاستغناء عنها .
· مفاهيم و ترويج :
في إحدى السهرات الشبابية و بيده الأرغيلة سامر العبسي طالب جامعي يتحدث قائلاً: لا أستطيع الاستغناء عنها فكل يوم لابد من أمضي عدة ساعات في أخر الليل و أنا أدخن من الأرغيلة لأحضر ( المعسلاّت ) ( و الفحم ) المناسب ، و أجلس أنا ، و أصدقائي لنتسامر ، و نتبادل أطراف الحديث ، فنشعر بمتعة كبيرة رغم أنني أيقن أن الإكثار منها مضر ، و لا أخفي هذا الأمر لكني اعتدت عليها .
صديقه أيهم أمسك منه خرطوم الأرغيلة ، أخذ معه طرف الحديث ليقول : أما بالنسبة لي فأنا غير مدخن ، لكن أول ما أشم رائحة المعسّل يعجبني ، لأنجذب إليه ، فهي تمثل قوة سحرية لا يمكن مقاومتها ، ومن عدة جلسات تعودت على تدخين أصناف معينة ، و لكن أحاول عدم الإكثار .
أحد البائعين سألناه عن بيع مادة المعسل فأجاب : أن الارغيلة و أدواتها ، خاصة المعسل الأكثر رواجاً وسط فئة كبيرة مثل الشباب الذين يطلبون أصناف متنوعة و متعددة ، و أنا بدوري أبيعهم ، و البعض يفضل التوجه إلى المقاهي للقاء ( شلته ) أو الأصدقاء و بجانبهم أراغيل ، و يجدونها فرصة للترويح عن أنفسهم و الحديث في نفس الوقت .
· بأيدي ناعمة :
و من جانب آخر لم تعد الأرغيلة و تدخينها تقليد ينحصر فقط للرجال بل أصبحت تشاهدها في الأماكن العامة أيدي و شفاه أنثوية تدخن و بكثافة لتحطم التقاليد السائدة منذ عقود بأن الأرغيلة للرجال حصراً .. بهذه الكلمات عبّرت أسمهان التي تعمل موظفة في شركة الطيران حين كانت جالست في إحدى المطاعم ، و تابعت حديثها : الأرغيلة مصدر من مصادرة التسلية ، و كما ترى أن معظم النساء اصبحن لديهم ذلك التقليد ، تدخين المعسل ، أما بالنسبة لي فأنا أحرص على عدم التدخين في البيت خاصة أمام الأولاد لعدة أسباب حفاظاً على صحتهم ، و هذا اعتراف مني بان للتدخين له أثاره السلبية ، و الأمر الثاني كي لا يعتادوا على مشاهد التدخين ، و من ثم يشرعوا لتطبيقه .
أما الفتاة ناديا ، و التي تبلغ من العمر ( 25 ) ،هي مخطوبة لأحد رجال الأعمال لا تجد أية أضرار مباشرة للتدخين ، وتضيف : حتى ، و إن وجد أضرار صحية فستكون ( أخف ) بكثير من أضرار السيجارة على جسم الإنسان لأن الماء يقوم بالتصفية و أسرتي كلها تدخن المعسّل خاصة في سهرات الصيف الحارة فنجتمع جمعياً لنسهر وبجانبنا الأرغيلة ، و لا يوجد أي مانع في ذلك ، وأيضاً في أغلب السهرات أنا و خطيبي الذي يطلب الأرغيلية ، ويستمتع للمعسّل كثيراً .
· أخطاء شائعة :
شغف كبير من قبل الشباب للمعسّل الذي بات حاجة لا يمكن التفريط بها في كل السهرات حتى للأشخاص غير المدخنين ، وبالفعل أثبت المعسل استقطاب الكثير من شريحة الشباب قد يعود ذلك لرائحته التي تخرج منه أو قد يكون لبعض الاعتقادات أن الماء ينقي المواد السامة الموجودة فهل حقاً هذه المعتقدات صحيحة كما يظن الكثير من الشباب ؟؟ ،وما هو رأي الأبحاث العلمية و الطبية في هذا الأمر ؟؟
الباحثة هيفين حنان ـ جامعة حلب قالت : أنا أقوم بإجراء أبحاث عن الأرغيلة في الجامعة ، و كانت فكرة الأستاذ الدكتور عبد الله خوري ، د. ماهر مقداد ، د حسين حمادة من ثلاث كليات الصيدلة و الطب و العلوم أنه لابد من التوجه إلى المقاهي ، و المقاصف، و هي أكثر الأماكن التي يتداول فيها الأرغيلة ، و بالفعل كنا ننتظر المدخنين من الانتهاء من الأرغيلة ،و نحتفظ بها لإجراء تحاليل عليها ،و فحصها جيداً ،و قد وجدنا أنها ( الأرغيلة ) بعد مدة التدخين العادية تحمل مخاطر أكبر من تلك التي يسببها تدخين السجائر حيث تحتوي كميات أكبر من القطران ( و الكثير من الناس يرتكبون خطأ بتصورهم أن الأرغيلة آمن لاعتقادهم أن الدخان الناتج يمر عبر الماء ، و بالتالي يتم تنقيته من المواد الضارة ، و هذا خطأ ) .
أما الدكتور وسيم مزيك مدير المركز السوري لأبحاث التدخين فيقول عبر أبحاث تم إجراءها حول الأرغيلة و أثرها : يشهد تدخين الأرغيلة انتشارا ً في المجتمع وخاصة لدى أوساط الشباب ، و أنماط تدخين والإقلاع للأرغيلة تختلف عن تلك في السجائر حيث يشيع تدخينها عند الشباب والميسورين بينما يظهر الإقلاع اتجاهاً معاكساً ، وينظر المجتمع إلى هذا الشكل من التدخين بنظرة متفهمة أكثر منه في السجائر ، و إن الاعتقاد بكون الأرغيلة اقل ضررا غير مثبت علميا كما يسبب تدخين الأرغيلة إدمانا يتماثل في نواح ويختلف في أخرى عن إدمان السجائر ، عدا عن احتمال اشتراك أكثر من شخص في التدخين بأرغيلة واحدة ، و يتوجب الانتباه إلى انتشار هذا النوع من التدخين عن طريق شمله بالتشريعات الناظمة وبرامج الحد من التدخين .
· في النهاية :
و رغم التحذيرات الطبية لابد أن تشاهد مجموعة من الشباب ، و الصبايا هنا وهناك .. في المقاهي و المطاعم يجتمعون لتسمع قصصهم و حكاياهم عن حياتهم،و آمالهم و آلامهم و واقعهم أحياناً و في بعض الأحيان يصل لمسامعك صدىً لقهقهاتم ممتزجة بصوت قرقعة الماء المندفع من الأرغيلة لتعلو سحابة بيضاء تغطي المكان ينفثها شاب ، و لتغطي المكان رائحة المعسّل الزكية .