توفي شاب في الثلاثين من عمره اختناقا بالغازات السامة إثر انزلاقه في جورة فنية يعمل على تعزيلها بمعمل خاص للأدوية بحلب.
ووقعت الحادثة الأسبوع الماضي في شركة ابن الهيثم لصناعة الأدوية أثناء قيام عبد الباسط العباس (مواليد 1979) بتعزيل جورة فنية بعمق أربعة أمتار ومساحة 9 م2 تحوي مياه ملوثة ممزوجة بغاز الكلور والكلس عندما انزلقت رجله عن السلم الموجود في الجورة وسقط فيها.
وقال علاء الدين غراب زميل الضحية "كنا نعمل سوية في تعزيل الجورة وطلب مني قبل وقوع الحادث الذهاب لتحضير البودرة بينما يقوم هو بالتعزيل، حيث كانت الساعة الواحدة إلا ربع ظهرا, وبعد حوالي الساعة والنصف انتهيت من عملي وعدت لأساعده فلم أجده".
و أضاف غراب "بحثت عنه مع زميلي لمدة ساعة وفكرنا بالعودة للجورة التي سلطنا الضوء عليها حيث لمحنا كيس من النايلون , حاولنا تحريكه بواسطة قضيب فظهرت يد, وعندها هممنا بإخراجه على الفور وأسعفناه إلى مشفى الشهباء التخصصي".
وعن آلية العمل في الجورة ذكر غراب أنه "يتم تعزيلها كل ستة أشهر بواسطة مضخة تسحب السائل الموجود فيها، إلا أن الخرطوم ينسد نتيجة الكلس الموجود ما يتطلب تحريكه وتعزيله بواسطة دلو كي لا يتراكم فيضطر العامل للنزول".
فيما قال جمال مراد آغا مدير شركة ابن الهيثم لصناعة الأدوية لسيريانيوز إن "العامل غير مطالب بالنزول للجورة حيث تتم معالجتها بواسطة مضخة ويمكن تمييع طبقات الكلس بالخرطوم, أما ما أقدم عليه المرحوم عبد الباسط فهو من باب الاجتهاد الشخصي".
واعتبر آغا أن العامل كان "مستهترا عندما بقي لوحده وأرسل زميله ليعمل في ناحية أخرى ولم يتخذ إجراءات السلامة بعدم ارتدائه للكمامة أو القناع ذي الفلتر"، مؤكدا على أن "الشركة تعمل بشكل نظامي ولديها محطة معالجة وتوفر للعامل كل إجراءات السلامة".
من جهته قال محمد باسم العباس شقيق الضحية "بعد الحادث أتاحت لنا إدارة الشركة الإطلاع على كل ما يتعلق بعمل أخي وقدمت الوثائق التي تثبت تسجيله بالتأمين وباشرت بالإجراءات القانونية اللازمة لدعوى التعويض القائمة حاليا".
وأضاف العباس أن الشركة "أثبتت مراعاتها لشروط الصحة والسلامة", وأنه علم بعد الإطلاع على آلية العمل أن أخوه "لم يتخذ احتياطا ته اللازمة"، معتبرا أن الحادث كان قضاء وقدر ليس إلا.
الجمعة فبراير 20, 2009 4:57 am